خبان برس| وكالات

دفعت الظروف المعيشية المتدهورة في المناطق المحررة خاصة في العاصمة عدن ولحج على حد سواء بأعداد كبيرة من العسكريين في القطاع الأمني والجيش الموقوفة رواتبهم إلى العمل وأجبرتهم الظروف على البحث عن بدائل لإنقاذ أسرهم من شبح الجوع والفقر خلال سنوات الحرب حتى الآن.

 

وفاقمت الحرب التي دخلت عامها السادس أعداد الفقراء الذين وصلت نسبتهم إلى ما يزيد (75%) في المائة بحسب تقرير للأمم المتحدة مقارنة بنحو (45%) قبل الحرب.

 

يقول الملازم ثاني محسن سالم علي الدخن بأنه أصبح يكد ويجتهد بالعمل لساعات طويلة يومياً للبيع بشهر رمضان في مدينة الحوطة بلحج كي يساعد أسرته.

 

يتحدث الدخن في حديث مع “عدن تايم”: “أعرف أنه كان يفترض أن أكون في منزلي الآن ارتاح سيما وأنا بهذا العمر وفي شهر كريم ولكنها الحرب ومآسيها يا ولدي!”

 

ويضيف: “أنا متزوج عدد أفراد أسرتي (10) أسكن في حارة سوق الصيد بمدينة الحوطة بدون راتب لشهريين متتاليين حتى الساعة أعمل حاليا في بيع الوجبات الخفيفة (مقليات) سمبوسة وباجية وغيرها؛ من أجل توفير المتطلبات المنزلية، وكذلك بعض الحاجات الرئيسية التي يمكن أن تبقينا على قيد الحياة كالدقيق والسكر والزيت”.

 

الدخن ليس الوحيد من بين سكان لحج الذين قذفت بهم الحرب إلى أرصفة الشوارع للعمل ولكن العشرات منهم باتوا يبحثون عن فرص للعمل وأصبحوا يعملون في شتى المهن خلال الحرب سيما بعد قطع رواتب منتسبي الأمن والجيش وعدم انتظام صرفها.

 

ولجأ الكثير ممن ضاقت بهم سبل العيش للبيع في مهن مختلفة سواء بيع الأسماك والقلايات والخضروات والفواكه وحتى بيع الثلج خاصة مع فصل الصيف وانقطاع التيار الكهربائي.

 

وباتت للكثير خلال الفترات الماضية بسطات على أرصفة الشوارع لبيع الملابس، كما التحق البعض الآخر بالعمل في ورش إصلاح السيارات، وذهب آخرون للعمل حتى في أعمال شاقة مثل نقل البضائع ومواد البناء وحمل أوزان ثقيلة أكبر من قدراتهم.

 

وأكثر ما زاد من معاناة المواطنين في البلاد والذين يعيشون ضمن ما وصفته الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية بالعالم، هو فشل الحكومة اليمنية في توفير أبسط الخدمات من رواتب وكهرباء ومياه وصحة ونظافة ليرزح المئات من سكان العاصمة عدن ولحج على حافة المجاعة.

 

الجدير بالذكر، أن ألاف العسكريين ابتداء برتبة لواء وانتهاء بالجنود يرقدون في المنازل بعد أن تخلت عنهم الشرعية التي يسيطر عليها إخوان اليمن، الذين يوزعون الرتب العسكرية على منتسبي التنظيم، ويضخون لهم موازنات مرعبة لمعاركهم الوهمية على منصات التواصل الاجتماعية، تاركين الميدان لقوى استعادة الجمهورية والمقاومة الشعبية التي لم تسلم من اتهامات إخوان الشرعية من الحين للأخر.


0 تعليق

اترك تعليقاً

عنصر نائب للصورة الرمزية (Avatar)

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *